مرحبا بكم
recent

رميساء اقنين تكتب : الإنتحار تحت مجهر عربي

* رميساء اقنين 

يحتل المغرب المركز الثاني بعد السودان من حيث أكثر الشعوب العربية إقبالا على الإنتحار بنسبة 5.3 من كل 100 ألف مواطن وذلك حسب منظمة الصحة العالمية والتي تأكد أن العدد في تزايد مخيف في كل الدول العربية .و رغم أن الدول العربية تجتمع تحت لواء الإسلام ورغم أن حكم الإسلام واضح للجميع ولا مجال للشك فيه ... حيث يعتبر الإنتحار في الإسلام من كبائر الذنوب والتي يعاقب عليها الله سبحانه وتعالى كما جاء في حديث الرسول صلى الله عليه وسلم " من قتل نفسه بشيء من الدنيا عذب به بوم القيامة " رواه البخاري ومسلم ، وكذلك ترك النبي صلى الله عليه وسلم الصلاة على المنتحر عقوبة له وعبرة لغيره  فعن جابر ابن سمرة رضي الله عنه قال " اتى النبي صلى الله عليه وسلم برجل قتل نفسه بمَشاقص فلم يصلي عليه " رواه مسلم والمشاقص معناها سهام عراض.  رغم علم جميع العرب المسلمين بهذه الأحكام إلا أنهم يلجؤون إلى الإنتحار إذا ضاقت بهم الظروف المادية او المعنوية ، والأسباب كثيرة ..، و ربما ما يشعرون به هو أعمق من مصطلح 'ضاقت' الذي إستعملتُه لأن القرار بحدِّ جميع الحواس و إقتلاع الروح قرار جد صعب؛ أصفه بالقرار الشجاع الجبان . وهذا القرار هناك دول عربية تجرمه أي تجرم فعل الشروع في الإنتحار وأخرى لا تجرمه ومنهم مملكتنا المغربية والتي ذكرت الإنتحار في فصل واحد من القانون الجنائي و هو الفصل 407 الذي جاء كالتالي " من ساعد عن علم ، شخصا في الأعمال المحضرة أو المسهلة للإنتحاره أو زوده بالسلاح أو السم أو الأدوات اللازمة للإنتحار ، مع علمه بأنها ستستعمل لهذا الغرض ، يعاقب في حالة وقوع الإنتحار ، بالحبس من سنة إلى خمس . "
وهنا نجد أن المشرع المغربي يعاقب من ساعد عن علم المنتحر في الإنتحار ولا يعاقب المنتحر نفسه حيث لا يتصور معاقبة شخص  انتحر  فعلا! وهناك دول عربية أخرى تشاطر دولتنا الرأي في إدانة المحرض وليس المنتحر مثل : مصر ، سوريا ، والعراق التي جاءت بنص صريح  "لا عقاب على من شرع في الإنتحار " . ويسير المشرع العربي الذي لم يجرم الإنتحار في منحيين
الأول: أن المنتحر قد إنتهت حياته وبالتالي يقع عجز على تطبيق العقوبة .
الثاني: أن المقدم على الإنتحار لن يهتم للعقوبة فهو فاقدٌ ، يائسٌ، مكتئبٌ ، غاسل يديه من الحياة وبالتالي لن تنفعه العقوبة ولن تغير من حاله شيء.
ولكن هناك تشريعات أخرى تسير في منحى يخالف المنحى السابق وتجرم الشروع في الإنتحار مثل : قطر، وعمان ، والسودان والذين يعاقبون بالسجن والغرامة .
- ومن هنا أوجه رسالة لكل من يفكر في الإنتحار وأقول له أنه مهما كان العذاب الذي تعيشه والظروف التي تمر بها و التي جعلتك تفكر لثانية أن تضع حداً لحياتك ، هناك في الآخرة عذاب يضاعف ما تشعر به مئات المرات عقوبة على فعلك وسوف تتمنى آن ذاك إيقافه ولكنه لن يتوقف. حاليا إن سقطت ألف مرة قم للمرة الألف وواحد .

kanounyoun

kanounyoun

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

يتم التشغيل بواسطة Blogger.