وانت تتابع صفحات التواصل الاجتماعي، لابد وان تصادف عشرات الفضائح المتتابعة و المتشابهة في بعض الاحيان. فضائح جنسية بالدرجة الأولى تثير الجدل و الاهتمام وتضرب في عمق الحياة الخاصة للأفراد.
لماذا يا ترى أصبحت الفضيحة شيء يمكنك تصفحه في كل لحظة من لحظات يومك؟ و لماذا هذه النسب المرتفعة منها في مجتمعات تدعي في الظاهر انها طاهرة و ذات أخلاق؟ و لماذا هذا الاقبال الكثيف و غير المسبوق على استهلاك المواد الإعلامية ذات الطابع الفضائحي و الجنسي؟
اسئلة و اخرى سنحاول الإجابة عنها في السطور التالية.
تعرف الفضيحة بانها فعل او حدث ينظر اليه على انه غير اخلاقي، يؤدي الى اثارة الرأي العام نتيجة انتشاره و طبيعته المتعارضة مع مبادئ المجتمع.
ان الرغبة في اكتشاف الفضائح نابعة من فكرة ان كل ممنوع مرغوب فيه و انه كلما كان الامر محرما بشدة الا و زاد الطلب عليه.
ينقسم مستهلكوا الفضيحة الى أنواع، النوع الاول هو الذي يبحث عنها و يستمتع بمشاهدتها و الاكثر من ذلك يعمل جاهدا على نشهرها، و نقصد هنا الصفحات و المجموعات التواصلية الكثيرة و المتخصصة في الحصول على الصور و الفيديوهات و العمل على نشىرها من اجل زيادة عدد المعجبين و المتتبعين المتعطشين لكل ما هو غير مألوف.
النوع الثاني هو الذي يشاهد الفضيحة سرا و يحاول في العلن ان يظهر تذمره و كرهه لها. اما النوع الثالث فهو الذي يستهلك الفضيحة دون ان يحرك ساكنا لا بنشرها و لا بالحديث عنها.
ان الفضيحة بمفهومها الأخلاقي موجودة دائما ظ، قديما و حديثا، الا ان ما يعطيها هذا الزخم و القوة في عصرنا الحالي هو قدرتها على رفع نسب المشاهدات و المتتبعين. و هنا نتحدث عن الوجه السلبي و الخطير لوسائل التواصل الحديث، هذه الاخيرة اصبحت قادرة على نشر الفضيحة بشكل فوري بحيث تصل للملايين في ثواني.
ان وعي الافراد المتدني بخطورة نشر الفضيحة على حياة الافراد يزيد الطين بلة، مما يدفع الافراد المعنيين بالامر للخروج في بعض الاحيان للدفاع عن أنفسهم معتقدين ان الجمهور سيتفهم اسباب ارتكابهم لتلك الافعال، غير ان الامر غالبا ما يعطي نتائج سلبية تزيد من انتشار الفضيحة و ارتفاع مستهلكيها و ظهور مهتمين جدد بها.
من جهة اخرى، يلعب غياب اي ردع و اي متابعة لكل من يساهم او يشارك في نشر الفضيحة يعطي الضوء الأخضر للجميع من اجل الحصول عليها و نشرها و تداولها بشكل يكاد يكون مطلقا.
معاد الغريب

ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق